العناد عند الاطفال يمكن أن يكون إيجابياً!
كم نشتكي نحن الأمهات من عناد أطفالنا الذي لا يعرف حدوداً ومن اضطرارنا كل يوم لخوض معارك وجدالات ونقاشات طويلة لحملهم على القيام بمهمة بسيطة واحدة.
لكن، ماذا لو تبيّن بأن واقعنا اليومي هذا على الرغم من صعوبته دليل إيجابي على أنّ أطفالنا سينجحون في حياتهموسيتفوّقون في ادائهم الاكاديمي؟! هل نُصدّق ذلك؟
العلم يقول كلمته: عنادٌ في الصغر نجاحٌ في الكبر!
بحسب احدى الدراسات الاميركية التي تابعت حياة 745 طالباً منذ مرحلة الابتدائية وحتى مرحلة البلوغ، هذا القول صحيح.
وقد خلُصت الدراسة الى هذه النتيجة المفاجئة بعد تقييم مُعدّيها للخصال الشخصية غير المعرفية (كالوعي الاكاديمي والاستحقاق والمواجهة) للأطفال المشاركين بين 8 سنوات و12 سنة، وحرصهم على التحقق مما اصبح عليه هؤلاء بعد 40 عاماً. فتبيّن لهم بأن التمرد على الانظمة والقواعد وعصيان الاوامر عاملان قويان يزيدان من احتمال تحقيق احد الاطفال نجاحاً مهنياً ومالياً ساحقاً عندما يكبر، الى جانب الذكاء طبعاً.
للأسف، لا تشرح الدراسة السبب وراء هذ الرابط القوي بين العصيان في مرحلة الطفولة والنجاح الباهر في منتصف العمر. لكنّ المشرفين عليها يرجحون بأنّ الطفل الذي يتمتع بهذه الصفات منافسٌ ومتطلّبٌ بطبيعته، وعشقه للتحدي لا بد من ان ينعكس على علاماته وتحصيله الاكاديمي في الصغر، فعلى معاشه ومركزه المهني في الكبر.
أطفالنا سيكونوا ناجحين!
نتائج هذه الدراسة، أذهلتنا! أطفالنا الذين يشعروننا بالاستياء نتيجة العناد سيكون النجاح حليفهم. ومهمتنا أصبحت بأن نتقبّل شخصيتهم العنيدة كما هي ونستمرّ في صقلها وفي تعليمهم القيم واصول التصرف الحسن.