تنمية الحسّ الاجتماعي والثقة بالنفس لدى طفلك
يُعتبر النّجاح الاجتماعي عاملاً أساسياً في تحقيق النّجاح على كل الأصعدة المهمة في الحياة. والدّليل على ذلك في نتائج أبحاث المرونة التي أثبتت مراراً وتكراراً أنّ الأطفال الذين يتمتعون بشعبيةٍ كبيرة وقدرةٍ عالية على حلّ نزاعاتهم مع الآخرين، هم أقدر من أقرانهم ذوي المهارات الاجتماعية المحدودة على تحقيق النّجاح على المستوى الأكاديمي.
مراحل تطوّر المهارات الاجتماعية
الطفل ما بين 4 و5 سنوات
- يُطوّر قدرته على اللعب التعاوني ويُشارك في ألعاب جماعيّة أكثر تنظيماً وتعقيداً.
- يبدأ في تكوين صداقات "مميّزة".
- يتعلّم كيفية اللعب بإنصاف واحترام القواعد.
- يعرف كيف يتقرّب من أقرانه ويطلب الانضمام إليهم.
- يتعلّم كيف يكون صارماً وكيف يُوقف الآخرين عند حدّهم متى أزعجوه.
الطفل ما بين 6 و8 سنوات
- يتعلّم كيف يكون "رابحاً جيداً" و"خاسراً جيداً" أيضاً.
- يتعاطف مع الآخرين الواقعين في ضيقة ويُقدّم لهم الدّعم اللازم.
- يتعلّم كيفية إطراء الآخرين وكيفية التعامل مع إطراءات الآخرين له.
- يتعلّم فنّ الحوار مُطوّراً مهاراته في الإصغاء وتبادل الأدوار، إلخ.
- يطلب مساعدة الكبار عند الضرورة.
- يُطوّر مهاراته في التفاوض: صنع القرار والتعاون مع الأقران للخروج بقرارات مشتركة وتقديم الاقتراحات عوضاً عن فرض آرائه على الآخرين.
- يواجه أقرانه بالرفض عند اللزوم.
الطفل ما بين 9 سنوات و12 سنة
- يتعلّم كيفية التحدّث بثقة أمام حشدٍ من الناس.
- يتعلّم احترام آراء الآخرين.
نصائح لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية
تُعتبر المهارات الاجتماعية في نواحٍ عديدة، عاملاً مهمّاً لتحقيق النجاح بقدر المهارات الأكاديمية، ومع ذلك فإنّها لا تلقى الاهتمام نفسه في الصّفوف المدرسية. وفي ما يلي بعض النصائح الفعالة لتعليم الطفل المهارات الاجتماعية في البيت والمدرسة على حدٍّ سواء.
- إعطاء الطفل تعليمات واضحة
في الإجمال، يحتاج الطفل إلى تعليمات واضحة ومباشرة تُرشده نحو كيفية التصرّف في مواقف اجتماعية معيّنة. قد يحتاج مثلاً لمَن يقول له بأن يردّ التحية على من يُلقيها عليه أو أن يبتسم عند التقرّب من احد أقرانه طالباً اللعب معه.
- تأمين فرص تعلّم منظّمة للطفل
لا تكفي التعليمات وحدها لتطوير المهارات الاجتماعية، فالطفل بحاجة لخوض تجارب اجتماعيّة يختلط فيها بأطفال في سنّه ويحظى فيها بفرصة تطبيق ما تعلّمه. ولكي تعلّمي طفلكِ المشاركة مثلاً، أشركيه في نشاطات تعاونيّة تفرض عليه التنسيق مع أطفال آخرين لاستخدام مجموعة محدودة من الموارد. ولتعلّميه اللعب النزيه، من المهم أن تُعطيه التعليمات لكن الأهم أن تُشركيه مع أطفال آخرين في لعبة (كلعبة الحيّة والسلم) تُذكّره بهذه التعليمات وتضعها قيد التطبيق. وفي هذه الحالة، يمكنكِ إعطاء المكافآة للطفل الذي أحسن صنيعاً.
- مساعدة الطفل في حلّ مشاكله
عندما يُواجه الطفل مشكلة اجتماعية، على غرار الخلاف مع صديق أو التعرّض للنبذ من قبل مجموعة، غالباً ما يشعر الأهل برغبة ملحّة للتدخّل وإيجاد الحلّ المناسب عنه وله، مع إنّ الأفضل يقضي بمساعدة الطفل على إيجاد الحلّ لمشكلته بدلاً من حلّها، إلا في حالات التنمّر وسواها من السلوكيات غير المقبولة. ولكي تتمكني من مساعدة طفلك، اسأليه التفكير في طرق تُمكّنه من التعامل مع مشكلته، ثم اعطي رأيك الصريح بهذه الطرق وقدّمي له بعض الاقتراحات وشجّعيه على تجربة أفضل الخيارات. بهذه الطريقة، سيقتنع طفلكِ بقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة من دون مساعدة مباشرة من الكبار.
- تعريف الطفل على عواقب تصرفاته
غالباً ما لا يُدرك الطفل الأبعاد الاجتماعية لتصرفاته. فالطفل الذي يضرب أطفالاً آخرين مثلاً، يجد نفسه معزولاً من دون أصدقاء يلعب معهم ولكنه لا يعرف بالضرورة السبب الذي أدى إلى ذلك. وهنا يأتي دور الكبار في مساعدة الطفل على تعلّم كيفية الربط بين أفعاله والنتائج التي يمكن أن تتمخّض عنها.
والثقة بالنفس هي من دون منازع تذكرة الطفل لرحلة حياة يتمتع خلالها بصحةٍ ذهنيّة جيدة وسعادة اجتماعية لا مثيل لها، بتعبيرٍ آخر، الثقة بالنفس هي الأساس الذي يربو عليه رفاه الإنسان في مرحلة الطفولة ونجاحه في مرحلة البلوغ. ونعني بالثقة بالنفس إدراك الطفل مواطن القوة والضعف لديه واستمتاعه بمواطن قوته وعمله على تحسين نقاط ضعفه. ففي خلال حياته، سيتأثر الطفل بنماذج اجتماعية إيجابيّة وسلبيّة. ومن خلال دورك كأم، يمكن أن تمنحي صغيركِ فرصاً أوسع للاختلاط بنماذج اجتماعية إيجابيّة ومساعدته على تخطي النماذج السلبيّة.
- إعداد الطفل للنجاح
تعدّ مساعدة الطفل على تطوير مواهبه واكتساب مهارات جديدة جزءاً لا يتجزأ من تربيته. لذا إن لاحظتِ أي قدرة او مهارة في طفلك، لا تترددي في تشجيعه على تنميتها من خلال منحه الكثير من الاهتمام واللمسات الجسدية والتواصل بالعينين.
- التصرف مع الطفل بإيجابية
جدي في طفلكِ صفةً واسعي لتطويرها، مستعينةً لهذه الغاية بتوقعات إيجابية وعبارات إيجابية على غرار: "أنا أعلم جيّداً بأنك ستفعل الصّواب، أنت الصّبي الأكثر حكمةً في العائلة"...
- إحاطة الطفل بحبّ لا حدود له
إن أحببتِ طفلكِ حباً بلا حدود، سوف يعلم بأنك تتقبلينه وتسامحينه مهما فعل. فحب الأم الكبير لولدها يُعزّز ثقته بنفسه ويقرّبه منها ويحفّزه على التعبير عن مكنونات قلبه لها.
- غربلة أصدقاء الطفل
تتأثر قيم الطفل ونظرته لذاته بأشخاص مهمين في حياته، كالأقرباء ومدرب الرياضة والمعلّمين والقادة الروحيين والقادة الكشفيين والأصدقاء. وعلى الأهل أن يُغربلوا هؤلاء الأشخاص ليتخلّصوا ممن يؤثر سلباً في طفلهم ويحافظوا على من يؤثر فيه إيجاباً. وعليه، حاولي إبقاء صداقات طفلك تحت ناظريك. دعيه أولاً يختار أصدقاءه ثم قومي بنفسك في متابعة علاقته بهم والتحقق من المشاعر التي تعتريه بعد كل لقاء يجمعه بهم.
- جعل المنزل مكاناً يحب أصدقاء الطفل زيارته
إجعلي منزلكِ مكاناً يحبّ أصدقاء طفلكِ زيارته. فاستضافة أطفال الحيّ سيُساعدكِ في مراقبة صغيركِ عن كثب، كما سيمنحكِ فرصة التعرف أكثر على شخصيته ومراقبة نمط السلوكيات الاجتماعية التي يعتمدها مع أقرانه والتمييز بين السلوكيات الصحيحة وتلك التي تحتاج إلى تحسينات. فالمنزل والأهل أساس مفهوم الذات عند الطفل، وكلّما كان هذا الأساس عميقاً ومتأصلاً زادت ثقة الطفل بنفسه وزادت قدرته على التفاعل مع أقرانه بالشكل الذي يقوّي شخصيّته ويدعمها.
- تحميل الطفل بعض المسؤوليات
يحتاج الطفل عموماً إلى مهام ومسؤوليات يتولّاها فتُساعده في تطوير ثقته بنفسه وتُرسّخ فيه القيم الإيجابية. شجّعي طفلكِ مثلاً على إعداد علبة الغداء للمدرسة، ليتحمّل بذلك مسؤولية غذائه ويتشجع على تناول ما صنعت يداه من طعام. ومع الوقت، سوف يصبح بإمكانكِ تركه في المطبخ لوحده. إلى ذلك، شجّعي طفلك على ترتيب أغراضه وألعابه حتى يصبح في ما بعد مسؤولاً عن تنظيم واجباته المدرسية وترتيبها.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره
كوني مستمعةً جيّدة لطفلكِ وحافظي على هدوئك في كلّ مرة يشتكي لك فيها. وحاولي قدر الإمكان ألا تتأثري عاطفياً بمشاكله وهمومه، فهو قادر على جس توترك وقلقك، الأمر الذي يمكن أن يدفعه إلى التوقّف عن مشاركتك انزعاجاته بدافع حمايتك من القلق.