كيف تُربّين أطفال سعداء؟
كلّنا نرغب في أن يكون أطفالنا سعداء ويتمتعوا بصحةٍ جيدة ليكبروا ويصبحوا راشدين متوازنين عاطفياً. فكيف يكون لنا ذلك وكيف نضمن لأطفالنا السعادة؟ الإجابة تجدينها في هذا المقال، فتابعينا!
لعلّ الخوف الأكبر للأمهات عموماً هو الخوف من "الإخفاق". وصحيح أنّ كلّ أسرة فريدة ومتميزة عن الأخرى وما من دليلٍ متكامل وموحّد لرعايتها وتربية أبنائها، لكن ثمة أمور بسيطة يمكن أن تقومي بها كأم وتطبعي بها نفسية أطفالكِ ومشاعرهم على المدى الطويل. وفي ما يلي بعض التوجيهات الضرورية لتربية أطفال سعداء:
أَضحكي أطفالك!
من خلال المزاح والتسلية واللعب مع أطفالكِ يُمكنكِ أن تضمني لهم نموّاً صحياً وحياةً سعيدة. كما يمكنكِ أن تُحفّزي تفكيرهم الإبداعي ومهاراتهم الاجتماعية وتمنحيهم القدرة على التعامل بشكلٍ أفضل مع التوتر وضغوط الحياة. فالضحك على بساطته علاجٌ نفسيّ فعّال لا تترددي في تشجيع أبنائكِ على الإكثار منه!
ما من أسرة مثالية!
رغم كلّ جهودك ونواياك الحسنة، لا تتوقعي لأسرتكِ أن تكون مثالية، إذ ما من أسرة مثالية أساساً. هيّا خذي نفساً عميقاً وتوقفي عن إزعاج نفسكِ بالتفاصيل الصغيرة! وإن كنتِ تخشين آراء الآخرين في الأسلوب الذي تعتمدينه لتربية أبنائك، فأنتِ مخطئة في موقفك الذي لا ينمّ إلا عن قلة ثقة بمهاراتك التربوية. والأفضل أن تسترخي قليلاً وتمارسي وظيفتكِ كأم بكل روية وهدوء، عملاً بالدّراسة التي صدرت في مجلة “Personality and Individual Differences” عام 2011 وأثبتت بأنّ الأهل الذين يتجاهلون ضغوط المجتمع المحيط بهم هم الأكثر استرخاءً والأقل توتراً.
كوني إيجابيّة!
قد تكون هذه العبارة شائعة إلى حد الابتذال ولكنّها في الحقيقة صحيحة؛ سعادة الأبناء من سعادة أهلهم، وتصرفاتهم السلبية من تصرفات أهلهم العصبية الناجمة عن الشعور بالسلبية. وبالنسبة إلى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، عادةً ما تكون عدائيتهم انعكاساً لعدائية أهلهم حتى ولو لم تكن هذه العدائية موجّهة ضدهم. هذا ويمكن لشعور الأهل بالاكتئاب أن يؤثر بشكلٍ سلبي أيضاً في مهاراتهم التربوية. فإن أردتِ إسعاد أبنائك، ابدأي بإسعاد نفسكِ أولاً!
ركّزي على زواجك!
إحرصي على الاهتمام بشكلٍ كبير في زواجكِ وعلاقتك الخاصة بزوجك، كأن تتجنبي إهمال احتياجاته وتخرجي في موعدٍ رومانسيّ معه من وقتٍ لآخر، حيث يميل الأطفال (بين 1 و3 سنوات) الذين يترعرون في كنف زواجٍ مهدد بالطلاق، إلى الإصابة باضطراباتٍ في النوم وما يستتبعها من مشاكل صحيّة، حسبما يؤكّده بحثٌ علميّ صادر عن مجلة “Child Development” عام 2011.
افعلي ما يُناسبكِ ويُناسب أبنائك!
كلّنا مختلفون، وأبناؤنا أيضاً مختلفون، إذ منهم من يحتاج إلى الدعم ومنهم يلزمه الحزم والصرامة. وبما أنكِ الأدرى بأبنائك وأسرتك، تصرفي معهم على أساس معرفتكِ بهم وبما يناسبهم، وتذكّري بأنه ما من صح أو خطأ في ما يتعلّق بتربية الأطفال.s