كيف تبنين ثقة طفلك؟
"أحسنتِ يا فتاة"، نقولها لابنتنا عندما تبني حجارة الليجو.
"يا بطل الأبطال"، نشجّع بها طفلنا عندما يركل الكرة.
من ناحيتنا كأهل، نرى في بعض الأحيان أن المبالغة في مدح أطفالنا تعزز ثقتهم بأنفسهم أكثر وأكثر. ولكن كما هو واضح، هناك طرق أخرى تساعد الأطفال في رفع ثقتهم بأنفسهم أفضل من سماعهم عبارات الاطراء العشوائي من الكبار.
يا ترى كيف يبدو الأمر من ناحية الأطفال؟ بالنسبة لهم، تأتي الثقة من الشعور بكفاءتهم. كلما يحاول الأطفال تجربة مزيد من الأشياء الجديدة وينجحون أو يفشلون ثم يستمرون في المحاولة حتى ينجحوا، كلما زاد تطورهم لإمكانياتهم، وهذا الأمر لا يحصل بين ليلة وضحاها فهم لا يزالون يتعلمون ويستكشفون العالم من حولهم. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكننا القيام بها لمساعدة أطفالنا في الشعور بالسعادة والثقة والاطمئنان.
١. تشجيع الممارسة لبناء الكفاءة
يميل الأطفال إلى الشعور بالإحباط عندما لا يحرزون أي تقدّم. ولكن من خلال تشجيعهم على الاستمرار وتقدير جهودهم يمكننا أن نغرس فيهم قيمة الممارسة والمثابرة، وفي نهاية المطاف الشعور بالقوة مما حقّقوه.
٢. لتكن عبارات المدح واضحةً
عبارات المدح لا بأس بها شرط ألا تصبح اطراء مبالغاً فيه أو غير صادق. على سبيل المثال: إخبار الطفل بأنه النجم حتى لو خسر فريقه المباراة. بدلاً من ذلك، أشيدوا بالجهد الذي بذله وشدّدوا على ثقتكم بقدراته في لعب مباراة جيدة.
٣. لا تتسرعوا في الإنقاذ
لا نريد أن نرى أطفالنا يعانون أو يتأذّون أو يشعرون بالإحباط لذا نتدخّل بسرعة. بالعكس. يحتاج الأطفال إلى معرفة مدى صحة تعرّضهم لفشل، لارتكاب خطأ والتسبّب بفوضى. كما يحتاجون إلى معرفة أنه من الطبيعي أن يكون لديهم مشاعر سلبية وأن ينجحوا في التغلب على العقبات. باندفاعنا نحو التدخل السريع نكون نحرمهم من تعلم كيفية إيجاد حلول لأنفسهم.
٤. جعلهم شركاء في صنع القرار
عندما يحصل طفلكم الرضيع على فرصة الاختيار منذ سن مبكرة، سوف يكتسب ثقته بصحة حكمه. اسمحوا لأطفالكم باتخاذ القرار فيما يتعلق باختيارات تناسب أعمارهم. على سبيل المثال، اختيار ملابسهم الخاصة، تحديد كتاب ما قبل النوم إلخ. تكثر الخيارات التي تربك الأطفال وتتنوّع لذلك يجب أن نطرح عليهم ٣ أو ٤ خيارات فقط كل مرة.
٥. علّموهم أن يبقوا متفائلين:
في حال يميل طفلكم إلى الشعور بالهزيمة نتيجة خيبة أمل، فعليكم أن تساعدوه كي يرى نصف الكوب المملوء بالماء بدلاً من نصفه الفارغ. شجعوه على التفكير بطرق معينة لتحسين حالته والتقرب من أهدافه.
٦. دعوهم يكتشفون:
يحتاج الأطفال أحياناً إلى التحفيز أثناء محاولتهم تجربة أشياء جديدة، على سبيل المثال: تناول الطعام بالملعقة، استكمال أحجية الصور المقطوعة. هنا نحتاج إلى منع أنفسنا من التدخل لإتمام الأمر عنهم. فهم بحاجة إلى تعلم إيجاد طريقة ما بأنفسهم مع أقل تدخّل منّا وأدنى حد لتوجيهنا لهم.
٨. دعوهم يساعدونكم في المنزل
يحتاج الأطفال إلى معرفة قيمة مساهمتهم في نظرنا. لذا هم بحاجة إلى فرص لإثبات ذلك. فالسماح لهم بالمشاركة في الأعمال المنزلية الملائمة لعمرهم يمنحهم الاحساس بمعنى المشاركة وإدراك قيمة العمل كفريق واحد.
٨. أحبوهم دون قيد أو شرط
قد يبدو هذا جليّاً ولا يقب النقاش. لكن لا شيء يعزز ثقتهم بأنفسهم من معرفة كم نحبّهم بدون سبب أو شرط. مع العلم أننا الوحيدون الداعمون لهم مهما كان، فلنسمح لهم بأن يشعروا بالأمان وبثقة أكبر حيال تجربتهم أشياء جديدة.