هل أطفالكم مدمنون على ألعاب الفيديو؟
هل أطفالكم مدمنون على ألعاب الفيديو؟
"لا". يقوله الأهل كثيراً لأطفالهم. لا، لا يمكنك أكل الحلوى على الفطور. لا، لا يمكنك بعد وضع الماكياج. لا، لا يمكنك مشاهدة برامج تلفزيونية غير مخصصة لعمرك. لا، لا يمكنك القضاء اليوم كله في ألعاب الكمبيوتر.
لا يُخفى علينا كأهل كم يصعب على أطفالنا مقاومة إغراءات الشاشات لهم. نسمعهم دائماً يقولون لنا: "٥ دقائق أخرى فقط". وتمرّ ساعة وساعتين وأكثر. ثم يلحّون ويتوسّلون فنجدهم في النهاية متسمّرون أمام الشاشة.
لنعرف أولاً أسباب الإدمان على الأجهزة الإلكترونية.
عندما يُعرف السبب يبطل العجب. خلُصت بعض الدراسات إلى أن مدى الحماس وراء أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو يجعل الدماغ يطلق مادة كيميائية، في جوهرها، تسبب الإدمان. إذا نظرنا إلى الحماسة التي يلعب بها بعض الأطفال ألعاب الفيديو هذه، نعرف السبب.
تزداد شعبية ألعاب الفيديو بين الأطفال الصغار، وبما أنهم يفتقرون إلى السيطرة على الاندفاع فمن المرجح أن يصبحوا ضحية لهذا النوع من الإدمان.
لماذا يضرّ هذا الإدمان بأطفالنا؟
كما تلاحظون، عندما يقضي الشخص الوقت أمام الكمبيوتر، يصل لعب ألعاب الفيديو أو تصفّح الإنترنت إلى نقطة حرجة تشكل ضرراً على الأُسرة بأكملها وعلى العلاقات الاجتماعية أيضاً، أو على الدراسة أو العمل. في هذه الحالة قد يكون هذا الشخص قد وقع في دائرة الإدمان. وكغيرها من حالات الإدمان الأخرى، لقد حلّ الكمبيوتر أو لعبة الفيديو محل الأصدقاء والعائلة كونه أصبح مصدراً يغذّي منه هذا الشخص حياته العاطفية. بشكل متزايد وللشعور بالارتياح، يقضي الشخص المدمن وقتاً أطول في لعب ألعاب الفيديو أو البحث في صفحات الإنترنت. وهذا الفيديو يؤدي إلى النكد والمزاجية أو العزلة.
قضاء الشخص عشر ساعات باليوم أو أكثر في إعادة ترتيب أو إرسال الملفات، ممارسة ألعاب الفيديو، تصفح الإنترنت، التواصل عبر غرف الدردشة، الرسائل الفورية وقراءة رسائل البريد الإلكتروني، يعني سبعين إلى ثمانين ساعة في الأسبوع على الإنترنت والكمبيوتر. سينتج عنه حتماً اضطرابات كبيرة على كافة الأصعدة الاجتماعية والمدرسية والعملية.
كيف نكشف أعراض إدمان ألعاب الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو على أطفالنا؟
- قضاء معظم الساعات بعد المدرسة على الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو.
- النوم في المدرسة.
- التلهّي عن واجباتهم المدرسية.
- تراجع علاماتهم الدراسية.
- الكذب حول استخدام الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو.
- تفضيل الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو على رؤية أصدقائهم.
- الابتعاد عن النشاطات الاجتماعية الأخرى (النوادي أو الرياضة).
- تعكّر مزاجهم عند عدم ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر.
إلى جانب أعراض جسدية قد تشير إلى الإدمان:
- متلازمة النفق الرسغي
- اضطرابات النوم
- آلام الظهر والرقبة
- الصداع
- عيون جافة
- عدم تناولهم الطعام بانتظام أو إهمال النظافة الشخصية
- ألم في الأصابع أو الإبهام
كيف نحدّ من إدمان ألعاب الكمبيوتر والفيديو؟
إن لم تكن ألعاب الفيديو عنيفة للغاية فهي مهمة للمهارات العقلية للطفل مثل حل المشكلات والتفكير الاستراتيجي والنقدي، ولكن من المهم أن يتم اللعب بألعاب الفيديو والكمبيوتر باعتدال وحرص. يجب على الأهل توفير مجموعة بديلة من الأنشطة لأطفالهم لا تتطلب إجراءات أو خطوات كثيرة أو غير مؤدية للإدمان مثل لعبة إيجاد الحل لمشكلة ما أو فكرة لقصة مفيدة وتهدف أيضاً لتحقيق التوازن في حياة أطفالهم. كما أن الأنشطة الرياضية مهمة بقدر أهمية القراءة. أعزائي أولياء الأمور، علينا أن ننظر إلى ألعاب الكمبيوتر على أنها عامل آخر يحثّ أطفالكم على استكشاف الحياة من حولهم.
- منح الأطفال ألعاب تثقيفية وتعليمية وليس قتالية.
- التشجيع على ممارسة ألعاب الفيديو كنشاط جماعي وليس كنشاط فردي.
- وضع حدود زمنية. أخبروا أطفالكم أنهم يستطيعون اللعب لبضع ساعات بعد انجاز واجباتهم المدرسية وليس قبلها.
- التأكد من اتباع أطفالكم لتوصيات الشركة المصنعة لألعاب الفيديو. على سبيل المثال يجب أن يجلسوا على بُعد قدمين على الأقل من الشاشة، يلعبون في غرفة مضاءة جيداً، لا يستخدمون الشاشة في أقصى درجات السطوع ولا يلعبون أبداً عند الشعور بالتعب.