هل تأديب الأطفال مرتبط بوسائل العقاب؟
"حين يعود والدك من العمل سأخبره بما فعلت".
"أنت معاقَب فاذهب إلى غرفتك حالاً".
"أنت محروم من الحلويات والسكاكر لمدة أسبوع"
"اذهب واجلس على كرسي المشاغب"
كم مرّة لجأنا إلى استخدام مثل هذه الأنواع من العقوبات لجعل أطفالنا يستمعون إلينا؟ كأيّ أم وأب، نحن نريد أن يفهم أطفالنا نقطة مهمة جداً وهي أن السلوك غير المرغوب فيه يترتّب عليه عواقب معينة، ومن خلال معاقبتنا لهم نحن نعتقد أننا نزرع فيهم الانضباط وآداب التصرّف.
على أية حال، يجب على الجميع معرفة أن هناك مسافة شاسعة بين العقوبة والتأديب. فالعقوبة تنطوي على الألم وعدم الارتياح. العقوبة رادعٌ. قد تكون أو لا تكون مرتبطة بسوء تصرفهم، وعادة ما يتم اللجوء إليها لجعلهم يدفعون ثمن خطئهم.
من ناحية ثانية، هدف التأديب تدريب وتعليم الطفل كيفية التصرف بطريقة مرغوبة. إنها طريقة إيجابية في تعليم ضبط النفس، الثقة والمسؤولية. هنا نركز على ما يُسمح للأطفال القيام به، ونحن قدوة في السلوك السويّ.
تكمُن فائدة التأديب في أنه وقتما يتم تدريب الأطفال على إدارة أنفسهم، مشاعرهم، سلوكهم ودوافعهم، فهم لا يطورون فقط بوصلة أخلاقية سليمة، بل يشعرون أيضاً بالأمان، الثقة بالنفس والمحبة.
فكيف نقوم بتأديب أطفالنا بلا عقاب؟
١. كونوا قدوةً
منذ سن مبكرة والأطفال يقلدون ما يرونه. لذا، إذا كنا نريد أطفالاً محترمين، يجب علينا أولاً احترام أطفالنا. إذا كنا نريد أن يتحكم الأطفال في انفعالاتهم، فينبغي أن نبرهن لهم قدرتنا على التحكم في انفعالاتنا من خلال عدم التصرف في حالة الغضب.
٢. استخدام الثناء الإيجابي
عندما يحسن أطفالنا التصرّف وخاصةً لدى قيامهم بعمل جيد، يجب أن نحرص على إخبارهم بذلك. على سبيل المثال، يمكننا القول "هل رأيت كم جعلت هذا الطفل سعيداً عندما شاركته ألعابك؟"
٣. وضع حدود وقيود دون التخلّي عن التعاطف
يحتاج الأطفال إلى وضع حدود لهم كي يعرفوا ما هو مقبول وغير مقبول. عندما نقبل وجهة نظرهم، يشعرون بأنه قد تمّ فهمهم من قبلنا بشكل جيد وبالتالي قد يقبلون منّا الحدود التي وضعناها لهم. مثلاً، عندما يرفض الطفل النوم، يمكننا أن نقول له: "نعم، أعلم أنك تستمتع بوقتك جيداً ولا تريده أن ينتهي. من الصعب التوقف عندما تكون مستمتعاً بالمرح، لذلك دعنا نستمتع بالاستعداد للنوم أيضاً".
٤. حافظوا على هدوئكم
يحتاج أطفالنا إلى تذكيرهم بالسلوك الصحيح بضع مرات إلى أن يتمكنوا من استيعابه. على سبيل المثال: تذكير الطفل بترتيب لعب الأطفال حالما ينتهي منها. فبدلاً من أن نفقد هدوءنا ونبدأ بالصراخ أمامهم لعدم ترتيبهم الألعاب، نكرر التعليمات بهدوء ونبقى صبورين ونثني عليهم عندما يفعلونها. هذا ما يعزز السلوك المطلوب.
٥. تحلّوا بالرأفة والحنان
القاعدة الذهبية عندما يتعلق الأمر بتأديب الأطفال أن نسأل أنفسنا "كيف أريد أن أعامَل لو كنت مكان طفلي؟". ليس من السهل أعزائي الآباء والأمهات أن نكون أطفالاً وهناك شخص آخر يمتلك كل السلطة علينا. لذا، لدى قيامنا بتأديب أطفالنا، فليكن بكل رأفة وتعاطف ومحبة. هذا النوع من التأديب يسمح للأطفال بالحفاظ على كرامتهم وعلاقتهم بنا.
عزيزاتي الأمهات، ليس من السهل دائماً التحلي بالصبر وتجنب العقوبات، ولكن إذا ثابرنا على ذلك، فلن نربّي أطفالاً يحسنون التصرف وحسب، بل خير قدوة للمواطنين.