التوازن بين العقل والجسد
ليس بالأمر الجديد أن يُقال بأنّ لعقلنا وعواطفنا وجسدنا تأثيراً مهماً في صحتنا. فالعلم الحديث يستمرّ يوماً بعد يوم في تأكيد هذه النّظرية وإثبات الدّور المهم الذي تلعبه أفكارنا وأحاسيسنا في الجوانب المختلفة لصحتنا، بالأدلة والبراهين.
بكلامٍ آخر، يمكن للإنسان منّا أن يقي نفسه من الأمراض الجسديّة أو يُسرّع شفاءه منها عبر الاعتناء جيداً بصحته النفسية، محقّقاً التوازن الذي يُعتبر مهم جداً للكبار والصغار على حدٍّ سواء.
فالحالات العاطفية على اختلافها تتسبب بتفاعلات تسلسلية تؤثر في كيمائية الدم ونبضات القلب ونشاط كلّ خليّة وكلّ عضو في الجسم، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على أجهزة بنيانيّة أساسيّة، كالقناة المعدية-المعوية والجهاز المناعي.
هذا ويمكن للأفكار والأحساسيس أن تؤثر بدورها في تحفيز ردود فعل الجسم إزاء العوامل المُجهدة التي قد تتسبب له بوابلٍ من الأعراض الجسدية، على شاكلة: الآلام واضطرابات النوم ونقص الطاقة والصداع ورفرفة القلب واضطرابات المعدة وزيادة الوزن أو خسارته. وهذه الأعراض الجسدية هي خير دليل على اختلال توازن الصحة العاطفية، والحلّ بأن نعتني بها جيداً حفاظاً على صحتنا ونعلّم أطفالنا كيفية الحفاظ على توازنها الصحي الذي سيساعدهم في تجنّب الإصابة بأعراض جسدية، اليوم وغداً.
أفضل العادات لعقلٍ سليم في جسمٍ سليم
- • الحركة الجسدية اليومية: اجعلي النشاط الجسدي جزءاً لا يتجزأ من روتين طفلكِ اليومي لكي يُخفّف من توتره ويُحفّز ذهنه على أداء وظائفها المعرفية بشكلٍ طبيعي. عوّديه كذلك على ممارسة الرياضة حتى تصبح جزءاً من نمط عيشه وتستمر معه مدى الحياة. إشارة إلى أنّ مشاركة الأهل في نشاطات الطفل الجسدية ومساندتهم له على هذا المستوى، مسألة غاية في الأهمية.
- • آليات التكيّف الصحيّة: علّمي طفلكِ آليات صحيّة للتكيّف مع مشاعر الغضب والإحباط والحنق والسلبيّة، حيث يُمكن للغضب الخارج عن السيطرة أن يؤدي إلى مشاكل في القلب، والدليل على ذلك في الأرقام العلميّة التي تشير إلى تزايد خطر الإصابة باضطراب نبض القلب بواقع عشر مرات في الأشخاص الذين لا يُحسنون التعامل مع مشاعر الغضب والحنق لديهم. يُمكنكِ أن تبدأي في تعليم طفلكِ هذه الآليات في سنّ مبكرة، على أن تشمل: التنفس، والقفز أو الركض، والخروج من الغرفة، والاستماع إلى الموسيقى، والقراءة، والتلوين، إلخ.
- • الحياة الاجتماعية: ساعدي طفلكِ في إرساء علاقات إنسانية وطيدة وشبكة دعم اجتماعية والحفاظ عليها. فتوفير الدعم الاجتماعي للآخرين بحسب الدراسات، يفيد المناطق العصبية الحيوية لدماغ الطرف المانح ودماغه أكثر من الطرف المتلقّي.
- • الروابط: لا خلاف على أنّ الحبّ اللامتناهي والاهتمام والأمان التي توفرها علاقة الطفل الصحية بأهله وأسرته ككلّ مهمة جداً لصحته، إذ قد يتعرّض في غيابها لأعراض نفسيّة-بدنيّة، على غرار آلام المعدة والصداع، كما وقد يُصاب بمشاكل من نوعٍ آخر، كقلّة الثقة بالنفس، وقلّة الثقة بالآخرين، واضطراب الشخصية، والصعوبة في تأدية بعض المهارات الاجتماعية.
- • التبصّر: علّمي طفلكِ تقنيات التبصر التي من شأنها أن تُخفّف من توتره وقلقه، من منطلق أنّ الجهاز العصبي المركزي يُنفّذ الأوامر بشكل تلقائي أو بأمر من العقل. فالقلب مثلاً يعمل بطريقة تلقائية، أي من دون تدخل الدماغ. ولكنّ الإنسان منّا قادر على تغيير طريقة عمل القلب، أي إبطاء دقاته أو تسريعها من خلال تمارين التبصر الذهنية. بمعنى آخر، يُمكن للعقل أن يغيّر في وظائف الجسم التلقائية عن طريق تصوّر أو تخيّل فكرة معيّنة لأجل غاية معيّنة. ولتعلّمي طفلك التبصّر، أطلبي منه إغماض عينيه وتخيّل لحظة مسليّة بنظره، ثم اسأليه وصف هذه اللحظة وتفسير الأحاسيس التي تعتريه في هذه الأثناء.
الخاتمة
لكي يكون لطفلكِ في المستقبل توازن العقل والجسد الضروري لعيش حياة صحية، عليكِ أن تعتني بجسمه وعقله منذ الصغر، وتعلّميه طرقاً صحية للتعامل مع ما يُعرف بالمشاعر السلبية كالغضب والعدائية والخوف، وتعزّزي مشاعره وسلوكياته الإيجابية. ونعني بذلك أن تعلّميه طرقاً تُساعده في التنفيس عن مكونات قلبه والتواصل مع الأشخاص المقرّبين منه، وتضمني حصوله على كفايته من النوم كلّ ليلة، وتجدي له وسائل تُخفّف من توتره، كالنشاطات الجسدية والكتابة والرسم.
ومتى لمستِ توتراً في تصرفاته، بادري إلى تعويده على اتباع آليات التكيف الصحية التي تحدثنا عنها في سياق المقال وكوني له القدوة الحسنة في اتباعها وتحقيق العقل السليم في الجسم السليم.
وبما أنكِ تسعين دائماً كأم لتأمين أفضل العناصر لحياةٍ نفسيةٍ وجسديةٍ أفضل لطفلك، وبما أنّ التغذية هي أحد أهم هذه العناصر، فكّري في أن تقدّمي لصغيركِ حليب فورتيغرو المدعّم والجديد من نيدو، باعتباره غذاءً مثالياً لتحفيز الدماغ، ومدّ الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية والضرورية لزيادة الوعي ودعم النمو والتطور المعرفي (من بروتين وحديد وزنك وفيتامينات ب وكالسيوم وفيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين د).
- https://www.psychologytoday.com/blog/the-athletes-way/201602/3-specific-ways-helping-others-benefits-your-brain
- https://www.psychologytoday.com/blog/the-athletes-way/201302/7-habits-healthy-mind-in-healthy-body
- a>
- http://psychcentral.com/blog/archives/2009/02/25/the-connection-between-mental-physical-health/
- http://www.behavioralhealthmn.com/mind-body/