٥ طرق لتعليم طفلك كيفية المشاركة
لماذا المشاركة تعني الاهتمام!
كيف تشجعين طفلك الصغير على المشاركة.
كيف نربّي فيهم حب المشاركة
لا تخلو غرفة اللعب لدى طفلتك من شتى أنواع وأشكال وألوان الألعاب. تأتي صديقاتها للعب سوياً. تختار طفلتك لعبة واحدة من بين عشرات الألعاب في الغرفة. فجأة تقرر طفلتك أن هذه لعبتها "المفضلة". فتصيح "إنها لي وحدي". ولكن تصر الطفلة الأخرى على أن هذه اللعبة ليست لطفلتك وحدها. هنا يبدأ الخطف والصراخ بجدية. وما كان يجب أن يكون مسرحية ممتعة أصبح الآن ساحة للدموع ونوبات الغضب وعدم رضا بالنسبة للأطفال، وإحراج بالنسبة للأمهات. هذا موقف لا نحسد عليه أبداً!
عزيزتي الأم، هل مررت بموقف مماثل من قبل؟
كلنا نريد أن يكون أطفالنا كرماء واجتماعيين، لذلك نندفع عادةً للتدخل إما لحثّ أطفالنا على المشاركة أو "للعثور على شيء آخر للعب به" إذا رفض الطفل الآخر المشاركة.
عندها كيف نجعل أطفالنا يُقدمون على المشاركة؟
دعونا نفهم عقلية الطفل أولاً.
يعتقد الأطفال الصغار من عمر ١ إلى ٣ سنوات، بالمعنى الحرفي للكلمة، أن العالم يدور حولهم وكل ما لديهم مِلكهم وحدهم فقط. هذه العقلية تدفعهم إلى التركيز على أفكارهم ومشاعرهم وحتى إلى التفكير بأنفسهم فقط. "أريد هذه اللعبة وأريدها الآن". لا تقلقي عزيزتي الأم. إنه لأمر طبيعي في هذا العمر أن يُظهروا عدم رغبتهم في المشاركة. تتطور هذه المهارات لديهم فقط بين السن الثالثة والرابعة. حالما نعرف ذلك ونتقبّل الأمر، يمكننا أن نساعد أطفالنا على أن ينمّوا لديهم حب المشاركة وهم يكبرون.
الكرم يبدأ من الشعور بالوفرة
يقول علماء نفس الأطفال أن الأطفال يصبحون أكثر كرماً من خلال مرورهم بتجربة عطاء للآخرين وتعلّم مدى إفادتها. ونحن، كأب وأم، يمكننا مساعدة أطفالنا على خوض تلك التجارب. إليكم بعض الخطوات.
١. أن نكون لهم القدوة.
التبرع للجمعيات الخيرية، التطوع بوقتنا لهدف إنساني، وزيارة كبار السن. كلما كنّا قدوةً في الكرم أمام أطفالنا، كلما تعلم أطفالنا معنى المشاركة.
٢. لا تجبروهم على المشاركة.
إجبار الأطفال على المشاركة قبل أن يصبحوا جاهزين يخلق لديهم الشعور بالاستياء والرفض. كل ما يمكننا فعله أن نقترح عليهم في المقابل أن "يتناوبوا"، قائلين لهم "عندما تنتهي من هذه، هل يمكنك إعطاؤها لصديقك؟" هكذا يتعلم الأطفال أن يكونوا أكثر سخاءً، لأنهم يحصلون على تجربة إعطاء لعبة لطفل آخر عندما يشعرون حقاً بأنهم اكتفوا منها.
٣. حدّدوا وقت للّعب.
قد يبدو الأمر غريباً لكنه وسيلة ناجحة بالفعل عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار. اسمحوا لكل طفل باللعب باللعبة لفترة محددة. عندما ينتهي الوقت المحدد له، يحصل الطفل التالي على دوره باللعب باللعبة نفسها. يساعد تحديد الوقت طفلك على تعلم كيفية التناوب ويتيح له أيضاً معرفة أن التخلي عن اللعبة سيكون لفترة معينة وليس بشكل دائم.
٤. أكثروا من مدحكم وشكركم.
إن التعبير عن الشكر لأطفالنا على مشاركتهم من شأنه أن يبني روابط إيجابية مع المشاركة. من المفيد أن نكون أكثر تحديداً في ثنائهم. بدلاً من قول "أنت فتاة جيدة"، يمكننا القول لها "هل رأيت الابتسامة على وجهه عندما شاركت لعبتك معه؟ لقد جعلته سعيداً للغاية ".
٥. ضعوا الألعاب الخاصة بعيداً
قد تكون هناك بعض الأغراض التي يهتم بها طفلنا بشدة. يمكننا أن نؤكّد له عدم الحاجة إلى مشاركتها مع أحد إذا لم يرغب بذلك، وأنه يمكنه ابقاءها بعيداً خلال وقت اللعب مع الآخرين. إن توفير الحرية له بهذا الاختيار يولّد لديه شعوراً بالأمان ويجعله أكثر استعداداً للمشاركة.
قبل كل شيء، عليكم عزيزاتي الأمهات أن تتريّثوا وتتركوا الأمر للوقت. إن مشاركة أطفالنا أو عدم مشاركتهم لا يعكس بالضرورة تربيتنا لهم. يحتاج أطفالنا إلى الشعور بالملكية قبل أن يتعلموا المشاركة. ومع الحب والعاطفة، يمكننا تحقيق نتيجة إيجابية في المدى القريب.