٥ طرق لبناء روابط عاطفية قوية مع أطفالكم
أنت في مركز تجاري وترافقك طفلتك الصغيرة التي تحسن التصرف معك دائماً. عندما قلت لها أنه لا يمكنها الحصول على مزيد من الأيس كريم قامت فجأة بتصرف معاكس وغير متوقع منها. في لحظة تبتسم ابتسامة عريضة، وفي لحظة أخرى، تنظر طفلتك الملائكية إلى الأسفل ثم تضرب الأرض بيديها الصغيرتين وتصيح بأعلى صوتها وترين معظم المتواجدين حولكم ينظرون إليك بعيون الاتهام. تشعرين في هذه اللحظة الحرجة بأنك أسوأ أم على كوكب الأرض.
يبدو مشهداً مألوفاً لكم، أليس صحيحاً؟
كوننا الأهل، نمر جميعاً بحالات لا يمكن فيها توقّع تصرّفات أطفالنا العاطفية بشكل محدّد. فيمكن لأصغر محفز أن يخلق لديهم رد فعل كبير وغير مناسب. قد يعود هذا التصرّف المبالغ فيه إلى مجموعة من العوامل كالتعب، التحفيز الزائد، الجوع وفرط الحساسية أو ربما في الواقع إلى أنهم لا يجيدون الانتقال من حالة إلى أخرى في عالم معقد ومخيف من العواطف.
أيها الأهل الكرام، لن تحدد فقط ردود فعلنا على ثوراتهم ما إذا كانوا سيتعلمون التحكم بعواطفهم بطريقة بنّاءة أم لا، ولكن حتماً ستؤثر على علاقتنا بهم. لا شك أن إحدى أقوى الأدوات التي نمتلكها كأب وأم هي الرابطة العاطفية الطبيعية التي أنشأناها مع أطفالنا.
الأسئلة التي تطرحونها على أنفسكم الآن، كيف نبني الأساس القوي لعلاقة عاطفية سليمة مع أطفالنا؟ كيف نربي طفلاً سعيداً وصحياً وحسن التصرف؟ كيف نؤسّس هذا المصدر الحيوي الضروري لتربية ناجحة؟
١. نحن مرآة لهم ...
يتعلم أطفالنا معظم الدروس حول العواطف من مشاهدتنا. يشمل هذا القدرة على التحكم بالدوافع، تأخير الإرضاء، التحفيز الذاتي، قراءة الإشارات الاجتماعية للأشخاص الآخرين والتعامل مع الحياة بحلوها ومُرّها. يقول علماء النفس في هذه النقطة أن الأطفال ذوي الذكاء العاطفي العالي، أي القدرة على التعامل مع المشاعر والعواطف بطريقة بنّاءة، يتفوقون على نظرائهم على الصعيدين الشخصي والمهني طوال حياتهم.
٢. التركيز على نقاط القوة وليس نقاط الضعف
هذا لا ينطبق فقط على أطفالنا ولكن علينا أيضاً. فنحن كآباء وأمهات نشعر باستمرار بأننا مضطرّون وبالتالي عاجزون. نحن نأخذ سلوك الطفل أمراً شخصياً. نشعر بالذنب بمنتهى السهولة ونظل تحت وطأة هذا الذنب لفترة طويلة.
لا شك أن تربية الأطفال ليست مهمة سهلة ونحن بحاجة إلى الاعتراف أمام أنفسنا بكل انتصار مهما كان صغيراً. من خلال التحدث والاعتراف بالأمور التي نقوم بها بشكل صحيح، فإننا نشجع أطفالنا على بناء احتياطاتهم الخاصة من الثقة والانجازات. من خلال تجنب النقد والتصحيح، وفي المقابل التركيز على الإيجابيات، نساعدهم على رؤية أنفسهم كأشخاص صالحين قادرين على تحقيق أشياء جيدة.
٣. كونوا حاضرين بكل كيانكم.
لا تبدو الأمور بهذه البساطة أبداً. ولكن، في الواقع، يعني تواجدكم الكامل لهم أنكم تولونهم كل الاهتمام المطلوب. ينمو أطفالنا بنجاح مع كل اهتمام بهم إن كان غير مشروط أو مجزّأً. لذا دعونا من الهاتف الذكي ومهام العمل المتعددة. إن السر في العلاقة العظيمة يكمن في منح أطفالنا الوقت اللازم كل يوم ولا شيء غير ذلك.
٤. كونوا آذاناً صاغية لهم
دعونا نواجه الأمر. هناك أوقات لا نحب فيها شيئاً أكثر من أن يلتزم أطفالنا الصمت لمدة ٥ دقائق فقط بينما نخطط ليومنا أو نضع لوائح المهام الخاصة بنا. لكن إذا وضعنا تلك اللائحة على جنب واستمعنا فقط إلى أطفالنا، فسوف يشعرون بأنهم موجودون في حياتنا وسوف يقومون بالنشاط التالي، مما يترك لنا الحرية في التفكير بيومنا هذا. بهذه الطريقة نخلق ثقافة "الاستماع" التي تسمح لأطفالنا بالتعبير لنا عن كل ما يمرّون به عبر سنوات المراهقة المربكة. وهذا هو الأهم.
٥. نخطئ. ننجح. ثم نتواصل من جديد.
نفقد هدوؤنا. نصرخ. نهدّد. نقسم. نعم، ونستخدم في الواقع كلمات نمنع أطفالنا أن يقولوها.
عندما نجد أنفسنا أمام قطيعة معهم وبعيدين عن صورة "الوالدين المثاليين"، لا بدّ ألا نستسلم. نحتاج فقط إلى الاستنجاد بالقواعد التي وضعناها لأطفالنا. ومن ضمنها "الاعتذار" والاعتراف لهم بخطئنا بكل صدق ثم نحضنهم.
بهذه الطريقة الصحيحة نظهر حبنا لهم ليس فقط بالقول وإنما بالفعل أيضاً.